
فأعمال الباحثة وإن قدمت تحليلا متينا لخنوع المرأة الجنسي، إلا أنها ضيقة الأفق. فالتحيز الجنسي –مثلا- في بعض البلدان، خاصة النامية منها، يتجلى في توزيع العمل توزيعا جائرا والابتزاز. الآن لاننكر أن الإخضاع الجنسي أحد أشكال التحيز الجنسي، ولكن لضربنا في بيداء غير المعقول لو قلنا: إن جميع حالات توزيع العمل بالعدل تنبثق من التصاق الإثارة الجنسية بسلطان الرجل وخضوع المرأة. ثم لاحاجة إلى نظم جميع أنواع التحيز الجنسي في سلك واحد يعم جميع النساء، بل الحاجة إلى عدم ذلك.
إن شئنا أن نتملص من هذا الالتواء، فمن سبله صياغة النسوية مجموعة من الرؤى والاعتقادات نغضّ طرفنا عن أي انتماء حركي سياسي، ومن مزايا هذه الصياغة أن ينضوي تحتها المحاولات الفردية التي لم تحظ باهتمام في حينها أو لم تقدر حق قدرها. ولكن تتطلب هذه الصياغة أن نحدد تلك المبادئ والعقائد والرؤى التي هي جوهر النسوية، ولاتتصور بغيرها. فما هي؟ سيقول بعض: لنجعل الأساس هو تلك الأفكار السياسية التي صيغت سعيا للتسوية بين الرجل والمرأة حقا والتي للتعبير عنها صيغ مصطلح النسوية.
ما مضى كان فيما بين من يعتزي إلى النسوية، وما لايسع إغفاله هنا كذلك موقف من لاينتمي إليها ، فإنهم أيضا يتخذون موقفا معياريا للتعامل مع المرأة وآخر وصفيا لحالها.
في القرن العشرين وما بعده، أصبح دور المرأة في الفلسفة موضوعًا رئيسيًا، وظهرت العديد من الفيلسوفات اللواتي دافعن عن حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين.
والتفاسير التي سنتطرق إليها هنا، هي فقط تلك التفاسير الحديثة الجادة، التي تعتمد على أسس علمية، ولا تأتي من خلفيات منحازة ذكوريًا وتنتقص سلفًا من قدر ومكانة وقدرات وإمكانيات المرأة.
مقالات همدان الصبري حتى لا تنسَ الأجيال…أرض اليمن غدّت منشأة ميليشياوية فارسية! د. قاسم المحبشي انتحار الشهيد.. قصة واقعية من اليمن (السعيد) نشوان العثماني الجنوب في مفترق طرق: الوحدة أو التفكك خالد بقلان احفظوا هذا للزمن ..! صلاح السقلدي السلاح الأمضى.
كُتبت سلسة هاري المزيد من التفاصيل بوتر لتكون مسلسلًا تلفزيونيًّا
أجل، إن الأمر لكذلك. فإن أمكن في ظرف أو سياق أن تجتمع كلمة بعض هذه الفئات أو الكتل وتتكاتف، فهذا الإمكان هو طلبة النسوية، فلتبحث عنه، ولتجعله نقطة انطلاقها التي تنطلق منها، ولاتفترض شيئا قبل الإقبال على نشاطها. فمن ينسحب عليه رداء النسوية حماداه أن يتبين هذا المجال في سياق أو ظرف، وليشد مئزره ويشمر عن ساعده، وليطو كشحا عن تخطيط نظري فكري قبل الإشراع في العمل النسوي.
باستحضار ما سبق في الأسطر السابقة، قد نظُن، ونحن نقرأ عن أولئك الفلاسفة، أن هذه الاعتبارات في حق المرأة باتت قديمةً تجاوزها الزمن في ظل انتشار أفكار "حقوق المرأة"، وغير ذلك.
ولكن حين تُقرّر المرأة دخول عالم الفلسفة، لابد أن تُضاهي مقدرة الرجل العقلية.
دونك قائمة لمقالات هذه الموسوعة المنخرطة إلى “مناهج النسوية” الغالبة (غلبة ربما تكون في بعض الأصقاع والبلاد)، فإنها تبين لك هذه المنازع والرؤى المتنوعة:
فالمرأة، نُظر لها كأداة إنجاب، وهذه مساحة إنتاجها. وكذلك ما انعكس على ما يمكن أن نسميه اليوم بالسياسات العنصرية تجاه "العبيد". أما الممارسات السياسية والفكرية، فقد كانت لرجال اليونان من "المواطنين" لا العمّال الذين يمارسون الأعمال اليدوية المهينة. التنوير.. للرجل فقط
. لذلك فكل العلوم هي علوم إنسانية من زاوية إنجازها الفعلي، فلا يمكن تعيين خصائصها بمعزل عن ملامح الثقافة الإنسانية والتاريخ الإنساني واللغة الإنسانية والخبرة الإنسانية والاحتياجات والاهتمامات الإنسانية"( يمُنى طريف الخولي, مشكلة العلوم الإنسانية: تقنينها وإمكانية حلها، دار الثقافة، القاهرة ١٩٩٠. وتعد الفيلسوف العربية يمني طريف الخولي أهم من كتب في فلسفة العلوم والفلسفة النسوية. وحينما تستعيد المرأة الدهشة الفلسفية فهذا يعني أن محبة الحكمة عادت إلى منابعها الإنسانية الأصلية ورجعت إلى بيتها الحميم.
ورغم ما سبق، وبحسب وصف كساب، فلا بدّ للمرأة أن تستمر في نضالها ومساعيها لإثبات ذاتها عبر تقديم معرفة نوعية. وإذا ما أرادت أن تقرأ النصوص الفلسفية، فعليها أن تكون واعية بتاريخ الفلسفة والانحيازات الكامنة فيها. وبحسب ما أوضحت إليزابيث كساب لـ"ميدان"، فعلى المرأة أن تكون سيدة الموقف، ويحق لكِ أن ترفضي وتقبلي ما هو مناسب لكِ وأن تحاكمي النصوص بوعي، لا باستسلام وأن تمارس التفلسف مع النصوص.